محمد بن إدريس الشافعى

نسبه من جهة الأب

هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن عباس بن عثمان بن شافع بن سائد بن عبد الله بن عبد يزيد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان القرشي المطّلبي الشافعي الحجازي المكّي.

نسبه من جهة الأم
ففيه قولان الأول(جزم به سليمان الجمل)وهو فاطمة بنت عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ؛

بينما اعتبر( الرازي و البيهقي) أن هذا القول ضعيف وأن الصواب والأشهر هو القول الثاني وهو أنها امرأة أزدية من الأزد من اليمن.

مولد ونشأته
ولد الشافعي سنة 150 هـ في حيّ اليمن في غزة في فلسطين ؛ مات أبوه وهو صغير فحملته أمه إلى مكة (وقرأ القرآن وهو ابن سبع سنين)
ثم أقبل على العربية والشرع فبرع في ذلك وتقدم، ثم حُبب إليه الفقه؛
فحفظ الموطأ وهو ابن عشر؛ وأفتى وهو ابن خمس عشرة سنة.

طلبه للعلم في مكة المكرمة
كان الشافعي في ابتداء أمره يطلب الشعر والأدب؛ ولزم قبيلة هذيل ليتعلم كلامها؛وكانت أفصح العرب؛ فبقي فيهم سبع عشرة سنة يرحل برحيلهم وينزل بنزولهم ويحفظ أشعارهم؛
فاخذ يتعلم الفقه فقرأ على ابن عيينة، ثم جالس مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة حتى أذن له بالإفتاء وهو في(سن العشرين)؛وقرأ القرآن على إسماعيل بن قسطنطين.

فى المدينة المنورة

شتهر اسم (مالك بن أنس) في زمن الشافعي وتناقل الناس كتابه الموطأ؛
فأراد الشافعي أن يرحل إلى المدينة المنورة للأخذ عن مالك العلم؛فحفظ الموطأ في تسع ليالٍ؛ ثم قصد بعدها المدينة المنورة وهو يومئذ اثنتي عشرة سنة( وقيل: عشرون سنة)
فقدم على مالك ومعه توصية من والي مكة إليه؛

فلما لقيه قال له مالك:{يا محمد، اتق الله واجتنب المعاصي فإنه سيكون لك شأن} ثم قرأ عليه الموطأ؛فأعجب به وبقراءته فلازمه الشافعي حتى وفاته سنة 179 هـ
قال عنه الشافعي:{إذا ذُكر العلماء فمالك النجم، وما أحد أمنّ عليّ من مالك بن أنس. مالك بن أنس معلمي وعنه أخذت العلم}.

فى اليمن

بعد وفاة مالك عاد الشافعي إلى مكة؛ وصادف قدوم والي اليمن إلى مكة؛ فطلب من الشافعي أن يذهب معه للعمل في نجران في اليمن؛ فذهب وأصبح والي نجران؛ فحكم فيهم بالعدل؛ فعارضه الناس حتى وشوا به ظلمًا إلى الخليفة هارون الرشيد أنه يريد الخلافة؛ فأرسل في استدعائه سنة 184 هـ
فلما حضر بين يدي الخليفة في بغدادأحسن الدفاع عن نفسه بلسان عربي مبين؛ وبحجة ناصعة قوية؛ فأعجب به الخليفة؛ وأطلق سراحه.

فى بغداد

بقي الشافعي في بغداد، والتقى بمحمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة فاستفاد منه وأخذ عنه العلم ؛ وقد بقي في ضيافة محمد بن الحسن مدة من الزمن نحو سنتين عاد بعدها إلى مكة ؛ نتقل بعدها الشافعي إلى بغداد وقدمها للمرة الثانية سنة 195 هـ حاملاً كتبًا حاويةً للمناهج والقروع التي استنبطها ؛
فاجتمع به جماعة من العلماء منهم: أحمد بن حنبل؛ وأبو ثور؛ والحسين بن علي الكرابيسي؛ والحارث بن شريح البقال؛ وأبو عبد الرحمن الشافعي؛ والزعفراني ؛

وأخذ يملي هذه الكتب على تلاميذه، فدوّنوا "الرسالة" و"الأمّ"؛ وقد كتبها تلميذه الزعفراني. وبقي ينشر العلم مدة سنتين؛ حتى شاع ذكره فسمي بـ {ناصر الحديث} .
عاد بعدها إلى مكة، ثم رجع إلى بغداد للمرة الثالثة سنة 198 هـ مكث فيها عدة أشهر.

فى مصر
خرج الشافعي من العراق قاصدًا مصر سنة 199 هـ؛ قالو له: أتذهب مصر وتتركنا فقال لهم: {هناك الممات}.
وحينما دخل مصر أقام في الفسطاط واشتغل في طلب العلم وتدريسه؛ وفي تلك المدة غيّر الشافعي الكثير من اجتهاداته وأملى من جديدٍ كتبه على تلاميذه في الفسطاط مجدِّدًا لآرائه ؛ وقد خالف بعضها وأقرّ أكثرها ؛
وصار للشافعي بهذا نوعان من الكتب؛ أحدهما: كتبه التي بالعراق ؛ وهي القديمة؛ والأخرى بمصر وهي الجديدة.
و قال بعضهم: إنّ له مذهبين: أحدهما قديم، والآخر جديد.

وفاته
قبل وفاة الشافعي ظهر فيه مرض البواسير وهو في مصر؛ وكان يظن أن هذا المرض إنما نشأ بسبب استعماله اللبان الذي كان يستعمله للحفظ وبسبب هذا المرض ما انقطع عنه النزيف؛ وربما ركب فسال الدم من عقبيه؛
توفّي الشافعي وقت صلاة العشاء ليلة الجمعة بعد أن صلى المغرب؛ ودفن بعد العصر يوم الجمعة 30 رجب سنة 204 هـ


ضريح الأمام الشافعى بالقاهرة